إذا كان الحب في أصله اقترابا في اقتراب, فإن الفراق هو ابتعاد في ابتعاد والفراق في الحب شديد القسوة, وكأنه تمزيق لكيان واحد وانشطار لجسد واحد, فحين يحدث الفراق, يشعر الحبيب بأنه ماعاد كما كان.. لأن كل الأشياء أصبحت ناقصة.. فلا الشمس طلعت في النهار ولا القمر قد استدار. وعندئذ تسري في الجسد والروح معا, ارتعاشة هي ارتعاشة الاحتضار.. كأن الحبيب يعاني سكرات الموت.. أو كأن الروح قد انتزعت منه نتزاعا, وأن القلب يتعثر في نبضه.. فلا الدماء تجري جريها المعتاد.. ولا النبضات تتلاحق في تناسقها المألوف!!
هنالك نقص.. وافتقار إلي( المنظم) العطري لحياة الحب. ذهب الحبيب الممغنط, وظل الحبيب المهجور منتفضا ذات اليمين وذات اليسار باحثا عن( القطب) الجاذب!! هو مثل الطائر الذبيح يرقص طربا من الألم. والمدهش في الفراق أن الحبيب يشعر أنه نهاية الحياة!! وهو محق في ذلك.. لأن الحياة عنده اندماج في آخر.. ووحدة وتوحد في الحبيب, ونحن لو نظرنا إلي التوءم لا نجد بينهما ارتباطا في الشكل فحسب, بل إن الارتباط غريب ومثير بينهما في الجهاز العصبي وإشاراته.. وفي النوازع النفسية واتجاهاتها. بل أن أي جهاز من أجهزة الجسد عند كل منهما يكاد لايكون مكتملا, إنما يكمله الآخر.. و(الحلم كنا بحلمه.. ونكمله.. من بعضنا..)!! هذه حقيقة ثابتة في عالم الحب وسر من إسراره. لذلك فحين يحين الفراق, فإن هناك انشطارا حادا في الروح. وانكسارا قاسيا في المشاعر.. وثمة زخات حارقة من دموع تهطل ««علي»» وجنات مرتعشة.. وشفاه ترتعش عاجزة عن الكلام.. وآلاف من علامات التساؤل والاستفهام.. مصحوبة بنحيب في الروح يكشف غن عمق الكارثة.. وعن حزن مزق السكون فصرخ بالألم والعذاب!
ولربما كان في الحب عذاب.. ولربما كان فيه شفاء.. فيصبح المتوقع منطقيا, أن الفراق إنقاذ من التقاء ومن العذاب.. ويحدث في البداية فعلا.. أن شعور بالارتياح يجتاح القلب.. وفي لحظات, ينقلب الارتياح إلي نواح.. وتهب العاصفة المجنونة مشتعلة بسعير الهجر.. ودوي الفراق صارخ في الروح يرفض تصديق ماحدث.. فالآن لا لقاء.. ولا حديث.. والأمل قد ترنح وسقط في بئر الأم.. وعذاب الهجر يكتسح عذاب الحب فلم يعد هناك رضاء ولا عاد هناك جفاء.. وفي الروح تتردد أغنيات الشجن.. يالي رضاك أو هام.. والسهد فيك أحلام.. حتي الجفا, محروم منه.. ياريتها دامت أيام..!!
إن الفراق سكين تذبح المحب.. ورغم قسوة الذبح فإن المحب يفرق بين فراق محتوم لا دخل لارادة الطرفين فيه.. وبين فراق مقصود, تعمده أحد الطرفين!! إن الفجيعة واحدة من الفراق بنوعيه. لكن الفراق( المحتوم) يسقط دموع( الشجن) من عيون الطرفين. وتكتسي الوجوه بانكسار لا قبل لهما به. ويظل بينهما حب مخنوق بحبال الهجر المحتوم.. يدوم أو يموت طبقا لتداعيات الخنق ووسائله, ويدرك كل منهما أن لا حيلة لأي منهما فيه.. لذلك يبقي( الوصل العاطفي) قائما بين قلوب ترتجف.. ويصبح الحبيبان مثل محكوم ««عليهما»» بالاعدام.. سمعا النطق بالحكم.. وأودعا سجن الفراق حتي يحين موعد التنفيذ!!
وإذا كان الفراق( المحتوم) يثير الشجن, فإن الفراق( المقصود) من أحد الأطراف, يثير الشجن والحزن والانكسار. ومحنة الحبيب المهجور أنه لا يعرف سببا للفراق.. وإن عرفه فهو لا يفهمه.. وإن فهمه فهو لا يصدقه وحتي إن صدقه.. فهو لا يرتاح إليه!! ويبقي سؤال معلق أمام العيون المهجورة.. هو( لماذا!!؟).. ولا تستطيع أي إجابة أن تريح المتسائل..
هنالك نقص.. وافتقار إلي( المنظم) العطري لحياة الحب. ذهب الحبيب الممغنط, وظل الحبيب المهجور منتفضا ذات اليمين وذات اليسار باحثا عن( القطب) الجاذب!! هو مثل الطائر الذبيح يرقص طربا من الألم. والمدهش في الفراق أن الحبيب يشعر أنه نهاية الحياة!! وهو محق في ذلك.. لأن الحياة عنده اندماج في آخر.. ووحدة وتوحد في الحبيب, ونحن لو نظرنا إلي التوءم لا نجد بينهما ارتباطا في الشكل فحسب, بل إن الارتباط غريب ومثير بينهما في الجهاز العصبي وإشاراته.. وفي النوازع النفسية واتجاهاتها. بل أن أي جهاز من أجهزة الجسد عند كل منهما يكاد لايكون مكتملا, إنما يكمله الآخر.. و(الحلم كنا بحلمه.. ونكمله.. من بعضنا..)!! هذه حقيقة ثابتة في عالم الحب وسر من إسراره. لذلك فحين يحين الفراق, فإن هناك انشطارا حادا في الروح. وانكسارا قاسيا في المشاعر.. وثمة زخات حارقة من دموع تهطل ««علي»» وجنات مرتعشة.. وشفاه ترتعش عاجزة عن الكلام.. وآلاف من علامات التساؤل والاستفهام.. مصحوبة بنحيب في الروح يكشف غن عمق الكارثة.. وعن حزن مزق السكون فصرخ بالألم والعذاب!
ولربما كان في الحب عذاب.. ولربما كان فيه شفاء.. فيصبح المتوقع منطقيا, أن الفراق إنقاذ من التقاء ومن العذاب.. ويحدث في البداية فعلا.. أن شعور بالارتياح يجتاح القلب.. وفي لحظات, ينقلب الارتياح إلي نواح.. وتهب العاصفة المجنونة مشتعلة بسعير الهجر.. ودوي الفراق صارخ في الروح يرفض تصديق ماحدث.. فالآن لا لقاء.. ولا حديث.. والأمل قد ترنح وسقط في بئر الأم.. وعذاب الهجر يكتسح عذاب الحب فلم يعد هناك رضاء ولا عاد هناك جفاء.. وفي الروح تتردد أغنيات الشجن.. يالي رضاك أو هام.. والسهد فيك أحلام.. حتي الجفا, محروم منه.. ياريتها دامت أيام..!!
إن الفراق سكين تذبح المحب.. ورغم قسوة الذبح فإن المحب يفرق بين فراق محتوم لا دخل لارادة الطرفين فيه.. وبين فراق مقصود, تعمده أحد الطرفين!! إن الفجيعة واحدة من الفراق بنوعيه. لكن الفراق( المحتوم) يسقط دموع( الشجن) من عيون الطرفين. وتكتسي الوجوه بانكسار لا قبل لهما به. ويظل بينهما حب مخنوق بحبال الهجر المحتوم.. يدوم أو يموت طبقا لتداعيات الخنق ووسائله, ويدرك كل منهما أن لا حيلة لأي منهما فيه.. لذلك يبقي( الوصل العاطفي) قائما بين قلوب ترتجف.. ويصبح الحبيبان مثل محكوم ««عليهما»» بالاعدام.. سمعا النطق بالحكم.. وأودعا سجن الفراق حتي يحين موعد التنفيذ!!
وإذا كان الفراق( المحتوم) يثير الشجن, فإن الفراق( المقصود) من أحد الأطراف, يثير الشجن والحزن والانكسار. ومحنة الحبيب المهجور أنه لا يعرف سببا للفراق.. وإن عرفه فهو لا يفهمه.. وإن فهمه فهو لا يصدقه وحتي إن صدقه.. فهو لا يرتاح إليه!! ويبقي سؤال معلق أمام العيون المهجورة.. هو( لماذا!!؟).. ولا تستطيع أي إجابة أن تريح المتسائل..