بسم الله الرحمن الرحيم
حَدَثٌ لا يُنْسى
حول حياة الرسول الكريم محمّد
( صلى الله عليه وآله وسلم)
القصة منقولة من موقع رافد للتنمية الثقافية
الجزء الأول
يَوْمٌ مَرَّ على أهْلِ مَكَةَ لَمْ تَشْهَدْ لَهُ مَثِيلاً .. ذلكَ اليومَ الذي بَقِيَ خالِداً فِي ضَمائر النّاسِ وَعُقُولِهِمْ، تَتَجَسَّمُ وَقائِعُهُ في مُخَيَّلَةِ كُلِّ فَرْدٍ منْهمُ على مَدى الاَعْوامِ.. في ذلِكَ اليوم.. تَيَقَّنَ أهْلُ مَكَةَ أَنَّ مُعْجِزَةً قَدْ حَصَلَتْ.. فَوَقَفَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُم يُحاوِلُ أَنْ يَجِدَ عِنْدَ الآخَرِ تَفْسِيراً لِدَهْشَتِهِ وَتَعَجُّبِهِ؟!
ـ يا اَخِيَ.. رَوائحُ المِسْكُ الاََذْفَرِ والنَدِّ(1) والعَنْبَرِ تَعْبِقُ فِي كُلِّ مَكانٍ..؟!
ـ قَدْ سَمِعْتُ بِما هُوَ أَعْجَبُ مِنْ هذا.. قَبْلَ ساعَةٍ كانَ عَبدُ المُطَّلِبِ يَطُوفُ بالكَعْبَةِ.. فُجْأةً!!
وإِذا بالاََصْنامِ تَتَسْاقَطُ وَتَتَناثَرُ.. وَالصَّنَمُ الكَبِيرُ يَسْقُطُ على وَجْهِهِ.
الاََمْرَ الذي جَعَلَ عَبدَالمُطَّلِبِ يَخْـرُجُ مُسْرِعاً مِنَ الكَعْبَةِ وكَأَنَّ ما حَدَثَ أَمامَهُ إشْارَةٌ لــَهُ على وُقُوعِ حَدَثٍ مُهِمٍّ..!!
ـ حَدَثٌ مُهِمٌّ..!! مِثْلَ ماذا؟!
ـ لا أَدْرِي؟!
بَقِيَ النّاسُ على هذِهِ الحالِ.. حَتّـى حَضَرَ عَبدُالمُطَّلِبِ فَالْتَفَّ حَوَلَهُ أَهْلُ مَكَةَ مُسْتَفْسِرِيِنَ فِي دَهْشَةٍ بالِغَةٍ.. بَيْنما كان فَرِحاً مُسْتَبْشِراً فَبادَرَهٌمْ قائلاً:
لقد ولدت آمنة محمدا فلما رأيت ما حل بالاصنام تلجلج لساني .. وحار عقلي .. وخفق فؤادي حتى صرت لا أستطيع الكلام .. فخرجت مسرعا أريد باب بني شيبة ..
وقد رأيت الصفا والمروة يركضان بالنور فرحا ..
ولم ازل مسرعا حتى قربت من منزل آمنة وإذا بغمامة بيضاء عمت منزلها.. ولم اعد ابصر طريقي من شدة
تلك الرائحة الطيبة التي تنبعث من المنزل..
أَقْبَلَتْ نِساءُ مَكـَةَ علــى آمِنَةَ بِنْتِ وَهَبٍ مُهَنِّئآتٍ لَها وَمُنْدَهِشاتٍ مِنْ عَدِمِ إرْسالِ آمِنَةَ في طَلَبِهِنَّ فِي وَقْتِ مَخاضِها وَوِلادَتِها .. فَقالَتْ لَهـُنّ : طالَما عَجِبْتُ حِينَ دَخَلَتْ عَلـَيَّ أرْبَعُ نِسْوَةٍ طِوال .. تَفُـوحُ مِنْهُنَّ رائحَةُ المِسـْكِ وَالعَنْبَرِ مُتَنَقِّـباتٍ .. وَبِأَيْدِيهِِنَّ أَكْوابٌ مِنَ البَلُّورِ
الاََبْيَضِ .. فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهنَّ فَلَمْ أَعِرِفْ واحِدَةً مِنْهُنَّ .. تَقَدَمْـنَّ مِنِّي .. وَقُلْـنَ لي : ( إشْرَبِي يا آمِنَةَ مـِنْ هذا الشَّرابَ .. ) فَلَمَّا شَرِبـْتُ أَضاءَ فـي وَجْهِي نُورٌ ساطِعٌ وَضِياءٌ لامِعٌ .. فَسَأَلْتُهُنَّ مُتَعَجِّبَةً مَمّا يَحْدُثُ لِي .. فَقُلْنَ : أَبْشِرِي بِسَيِّدِ الاََوَلِّينَ وَالآخِرِينَ
مُحَمَّدُ بنُ عَبِداللهِ بنِ عَبدِالمُطَلِّبِ (المُصْطَفى) صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنّا جِئْنا لِنَخْدِمَكِ فَلا يَهُمَّكِ أَمْرَكِ..
وَجَلَسَتْ الحُورِياتُ حَوَلِي.. فَهَوَّمَتْ عَيِناي.. وَغَفَوتُ غَفْوَةً فَلَمْ أنتَبِه مِنها حَتى وَجَدْتُ المَولُودَ وَقَدْ وَضَعَ جَبِنَهُ عَلى الاََرْضِ ساجِداً لله رافِعاً سُبّابَتَهُ مُشِيراً بِها إلى السَّماءِ وَهُوَ يُرَدِّدُ :
لا إِله إِلاّ الله..
بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيّامٍ .. دَخَلَ عَلَيْهِ جَدُّهُ عَبْدُالمُطَّلِبِ .. فَـوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَرِحاً بِهِ مُسْتَبْشِراً وَهَوَ يُرَدِّدَ قائلاً : الحَمْدُ لله الَّذي أَخْرَجَكَ بَعَدَ أَنْ وَعَدَنا بِمقْدَمِكَ إلينْا ..
صَمَتَ بُرْهَةً .. ثُمّ أرْدَفَ : بَعَدَ اليْوِمِ لا أُبالي إنْ أصابَنِيَ المَوْتُ.
ثُمّ التَفَتَ إلى آمِنَةَ قائلاً : يا آمِنَةَ احْفَظِي وَلَدي هذا ؛ فَسَوْفَ يَكُونَ لَهُ شَأْنٌ عَظِيمٌ ..
كُلُّ هذا الَذِي حَصَلَ جَعَلَ أَهْلَ مَكَةَ يَهْتَمُّونَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم .. وَعَلى مَرِّ الزَمَنِ عَرِفَ النّاسُ أَنَّهُ الوَحَيِدُ الذِّي يَتَمَتَّعُ بِكافَةِ الخِصالِ الحَمِيدَةِ وَالّتي كانَ مِنْ أَهَمِّها الصِدْقَ والاََمانَةَ فَاشْتَهَر بَيْنَهُم بـ :
الصَادِقُ الأمين
اللهم صلي على محمد وآل محمد
نسألكم الدعاء
حَدَثٌ لا يُنْسى
حول حياة الرسول الكريم محمّد
( صلى الله عليه وآله وسلم)
القصة منقولة من موقع رافد للتنمية الثقافية
الجزء الأول
يَوْمٌ مَرَّ على أهْلِ مَكَةَ لَمْ تَشْهَدْ لَهُ مَثِيلاً .. ذلكَ اليومَ الذي بَقِيَ خالِداً فِي ضَمائر النّاسِ وَعُقُولِهِمْ، تَتَجَسَّمُ وَقائِعُهُ في مُخَيَّلَةِ كُلِّ فَرْدٍ منْهمُ على مَدى الاَعْوامِ.. في ذلِكَ اليوم.. تَيَقَّنَ أهْلُ مَكَةَ أَنَّ مُعْجِزَةً قَدْ حَصَلَتْ.. فَوَقَفَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُم يُحاوِلُ أَنْ يَجِدَ عِنْدَ الآخَرِ تَفْسِيراً لِدَهْشَتِهِ وَتَعَجُّبِهِ؟!
ـ يا اَخِيَ.. رَوائحُ المِسْكُ الاََذْفَرِ والنَدِّ(1) والعَنْبَرِ تَعْبِقُ فِي كُلِّ مَكانٍ..؟!
ـ قَدْ سَمِعْتُ بِما هُوَ أَعْجَبُ مِنْ هذا.. قَبْلَ ساعَةٍ كانَ عَبدُ المُطَّلِبِ يَطُوفُ بالكَعْبَةِ.. فُجْأةً!!
وإِذا بالاََصْنامِ تَتَسْاقَطُ وَتَتَناثَرُ.. وَالصَّنَمُ الكَبِيرُ يَسْقُطُ على وَجْهِهِ.
الاََمْرَ الذي جَعَلَ عَبدَالمُطَّلِبِ يَخْـرُجُ مُسْرِعاً مِنَ الكَعْبَةِ وكَأَنَّ ما حَدَثَ أَمامَهُ إشْارَةٌ لــَهُ على وُقُوعِ حَدَثٍ مُهِمٍّ..!!
ـ حَدَثٌ مُهِمٌّ..!! مِثْلَ ماذا؟!
ـ لا أَدْرِي؟!
بَقِيَ النّاسُ على هذِهِ الحالِ.. حَتّـى حَضَرَ عَبدُالمُطَّلِبِ فَالْتَفَّ حَوَلَهُ أَهْلُ مَكَةَ مُسْتَفْسِرِيِنَ فِي دَهْشَةٍ بالِغَةٍ.. بَيْنما كان فَرِحاً مُسْتَبْشِراً فَبادَرَهٌمْ قائلاً:
لقد ولدت آمنة محمدا فلما رأيت ما حل بالاصنام تلجلج لساني .. وحار عقلي .. وخفق فؤادي حتى صرت لا أستطيع الكلام .. فخرجت مسرعا أريد باب بني شيبة ..
وقد رأيت الصفا والمروة يركضان بالنور فرحا ..
ولم ازل مسرعا حتى قربت من منزل آمنة وإذا بغمامة بيضاء عمت منزلها.. ولم اعد ابصر طريقي من شدة
تلك الرائحة الطيبة التي تنبعث من المنزل..
أَقْبَلَتْ نِساءُ مَكـَةَ علــى آمِنَةَ بِنْتِ وَهَبٍ مُهَنِّئآتٍ لَها وَمُنْدَهِشاتٍ مِنْ عَدِمِ إرْسالِ آمِنَةَ في طَلَبِهِنَّ فِي وَقْتِ مَخاضِها وَوِلادَتِها .. فَقالَتْ لَهـُنّ : طالَما عَجِبْتُ حِينَ دَخَلَتْ عَلـَيَّ أرْبَعُ نِسْوَةٍ طِوال .. تَفُـوحُ مِنْهُنَّ رائحَةُ المِسـْكِ وَالعَنْبَرِ مُتَنَقِّـباتٍ .. وَبِأَيْدِيهِِنَّ أَكْوابٌ مِنَ البَلُّورِ
الاََبْيَضِ .. فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهنَّ فَلَمْ أَعِرِفْ واحِدَةً مِنْهُنَّ .. تَقَدَمْـنَّ مِنِّي .. وَقُلْـنَ لي : ( إشْرَبِي يا آمِنَةَ مـِنْ هذا الشَّرابَ .. ) فَلَمَّا شَرِبـْتُ أَضاءَ فـي وَجْهِي نُورٌ ساطِعٌ وَضِياءٌ لامِعٌ .. فَسَأَلْتُهُنَّ مُتَعَجِّبَةً مَمّا يَحْدُثُ لِي .. فَقُلْنَ : أَبْشِرِي بِسَيِّدِ الاََوَلِّينَ وَالآخِرِينَ
مُحَمَّدُ بنُ عَبِداللهِ بنِ عَبدِالمُطَلِّبِ (المُصْطَفى) صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنّا جِئْنا لِنَخْدِمَكِ فَلا يَهُمَّكِ أَمْرَكِ..
وَجَلَسَتْ الحُورِياتُ حَوَلِي.. فَهَوَّمَتْ عَيِناي.. وَغَفَوتُ غَفْوَةً فَلَمْ أنتَبِه مِنها حَتى وَجَدْتُ المَولُودَ وَقَدْ وَضَعَ جَبِنَهُ عَلى الاََرْضِ ساجِداً لله رافِعاً سُبّابَتَهُ مُشِيراً بِها إلى السَّماءِ وَهُوَ يُرَدِّدُ :
لا إِله إِلاّ الله..
بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيّامٍ .. دَخَلَ عَلَيْهِ جَدُّهُ عَبْدُالمُطَّلِبِ .. فَـوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَرِحاً بِهِ مُسْتَبْشِراً وَهَوَ يُرَدِّدَ قائلاً : الحَمْدُ لله الَّذي أَخْرَجَكَ بَعَدَ أَنْ وَعَدَنا بِمقْدَمِكَ إلينْا ..
صَمَتَ بُرْهَةً .. ثُمّ أرْدَفَ : بَعَدَ اليْوِمِ لا أُبالي إنْ أصابَنِيَ المَوْتُ.
ثُمّ التَفَتَ إلى آمِنَةَ قائلاً : يا آمِنَةَ احْفَظِي وَلَدي هذا ؛ فَسَوْفَ يَكُونَ لَهُ شَأْنٌ عَظِيمٌ ..
كُلُّ هذا الَذِي حَصَلَ جَعَلَ أَهْلَ مَكَةَ يَهْتَمُّونَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم .. وَعَلى مَرِّ الزَمَنِ عَرِفَ النّاسُ أَنَّهُ الوَحَيِدُ الذِّي يَتَمَتَّعُ بِكافَةِ الخِصالِ الحَمِيدَةِ وَالّتي كانَ مِنْ أَهَمِّها الصِدْقَ والاََمانَةَ فَاشْتَهَر بَيْنَهُم بـ :
الصَادِقُ الأمين
اللهم صلي على محمد وآل محمد
نسألكم الدعاء